تامر حسني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تامر حسني

أحلي و أجمل رابطه عشاق لتامر حسني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دواء الحب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
BRE

BRE


انثى عدد الرسائل : 1
العمر : 28
تاريخ التسجيل : 01/09/2009

دواء الحب Empty
مُساهمةموضوع: دواء الحب   دواء الحب Icon_minitime1/9/2009, 1:04 pm

ما عالج الناس مثل الحب من سقم /// و لا بـرى مـثـلـه عـظـما ًو لا جسـداً

ـــــــــــــــــــــــــ

عندما كنتُ صغيراً ، قرأت على كثير من جدران المقابر ، وأعمدة الإنارة ، وأسوار المدارس عبارةً تقول : الحب بلا ، والعشق سم قاتل !
العجَبُ أن بعض كتبة هذه الجملة كانوا أطفالاً لا يدرون ما الحب ولا الإسهام !

صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا /// إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهمُ

في المرحلة الثانوية تهيجت بيّن الجوانح آمالُ أن نُحِبّ أو نُحَّب ؛ ولعل مرد ذلك - بعد طور المرحلة العمرية التي كنا نمر بها - هو : ما سبَكهُ وسكبَهُ لنا كتاب مادة " الأدب " الرائع في الصف الأول ثانوي ، وما تلاه بعد ذلك من إبحار شخصي في ثقافتنا العربية شعراً ونثرا !

ملكتَ قـلبي و أنـت فـيــــــه /// كـيـف حـويـتَ الـذي حـواكـــا

لم أُجرب الحب – ولله الحمد - بمعناه العاطفي الذي يجيء على هيئة عشق بيّن فتى وفتاة – إلاّ أنّ الله قد يسّر لي صحبةً وقعوا في شرَكه ، وارتووا من سُمه ، وهاموا على دنياه ، بالإضافة لما دونته لنا مكتبتنا العربيّة من قصص وأشعار ... كل هذا جعلني أعي تماماً معنى الحب ومعاناته !
لن أتحدث إليّكم من الناحيّة " الشرعية " تأصيلاً وتوضيحاً لحُكم هذا " الحب " ؛ إذْ أني أزعم لكم المعرفة الأوليّة - إن لم تكن التامّة بأطرافه !
ولكني سأتحدث على طريقة أهل الأدب ، وغوائل علم النفس ، وشواهد ما قرأت ... لأقول :
الحبُ سمٌ زعاف إلاّ أنّه لا يُحيي ولا يُميت ؛ ولعلّه نفَسٌ من جهنم : " يتجرعه ولا يكاد يُسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت " !!
وهو كذلك قيّد الأحرار ، وهازم الشُجعان ، وحيلةُ أضعف خلق الله أركانا !
كما وأنه مذيب للمروءة ، وكسر في الرجولة ، وإهانة كبرى للعقل والكرامة !
وقد أحسن " المتنبي " في وصف حال من أوقف عمره على فَردٍ بقوله :


لو فكر العاشق في منتهى /// حسن الذي يسبيه لم يسبه

الحب - يا سادة - حياةٌ خارج الحياة ، وهندام خارج الزي ، ولهوٌ يتراقص بين الحرام والحلال !
الحب بُخار الذهن الصافي ، ولكأ اللسان الطلِق ، ودَرَن الحياة السعيدة !
الحب والحب والحب ... !!
ولقد تتبعت فيما بعد قصص من عرفتُ ومن لم أعرف ( الكتب والأشعار ) فوجدت هذا الداء مثل " الوسوسة " لا يخرج من القلب ، فمُقل منه ومُستكثر !
وبعد .. ولا أهمّ من بعد ؛ فهل لهذا الداء الدوي من دواء :

هل من طبيب لداء الحب أو راقي /// يشفي عليلاً أخا حزن وإيراقي !

نعم إنّ له أدوية كثيرة ، فبعد الدعاء والتعلق بالرحيم الرحمن : يجيء حلٌ رأيته في أصيحاب لي عرفتهم أو لم أعرفهم ( شعراء وكتّاب ) فألفيّت هذا العلاج إن لم يكن ناجعاً : فإنه نوع خلاص وتوقف !
أتدرون ما هو ذا الدواء ؟!إنّه " البتر " وفي الأيام مُتسع ، وللدهر سلوان !
فارحل يا مبتلى من دنيا الوهم ، وعش مع الناس منكوداً متألماً ، خير لك من أن تعيش بمفردك لذلك !
ارحل : وسيجعل الله لكل عسر يسرا ، ارحل : ففي انصرام الأيام شفاء ، وفي عُقْبة الليالي عافية ، وفي رحمة الله - قبل كل شيء - مَنجد ومستغاث !
إنّ ميزة هذا الحل ( البتر والأيام ) أنّ دمَكَ سيطهرُ رويداً رويداً من هذا السم الزعاف ؛ إذْ أنّ بقاءَ المحبوب معك هو بقاءٌ للحب فيك ، فهو كما الطفل ينمو ويشب ثم يهرم بهرم قلبك ومشيب رأسك ، ولكن بعد ماذا ؟ بعد أن يكون قد أخسرك شبابك وماتع أيامك !
وقد أعجبني في ذلك قصةٌ وقعت لأديب مصري معاصر ؛ لحِقَ على كرامته ، وعنفوان يده : فبترَ العلاقة ، واستلحق نفسَهُ بنفسِه !
ثمّ إنّه قد هاجَهُ الشوق بعد عشر سنين أن يزورَ تلكُم المحبوبة ( ! ) فماذا حصل ؟!
لقد تأنقّ كيما يتألقّ أمام محبوبته " القديمة " ! ومضى يقطع الطريق فلمّا انتصف منهُ قَطَعَه ؛ وقال لصاحبه الذي معه : لقد غبتُ عنها عشر سنين ؛ فلا بد أنّ الأيام قد غيّرت منها كما غيّرت مني . ثم عاد من فوره وانتهى أمرها من أمره !
نعم إنّ السنين نزحت بينهما نزحاً طويلاً ، ولذا لم يكبر الطفل " الحب " بينهما ولا في رعايتهما ؛ فصار غريباً عنه وعنها !
وهذا هو العلاج ... هذا هو العلاج لسرطان القلوب !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دواء الحب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تامر حسني :: قلب تامر :: الحب-
انتقل الى: